كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)}.

[48] {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} أي: تبدَّلُ أوصافُها بتغيرِ آكامِها وآجامِها وأشجارِها {وَالسَّمَاوَاتُ} أيضًا تبُدَّلُ بزوالِ شمسِها وقمرِها، وكونِها مرةً كالدِّهانِ، ومرةً كالمُهْلِ.
{وَبَرَزُوا} خرجوا من قبورِهم {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} أي: لحسابه. قرأ أبو عمرٍو، وورشٌ عن نافعٍ، والدوريُّ عن الكسائي: (القَهَّارِ) بالإمالةِ حيثُ وقعَ، واختلِفَ عن حمزةَ وابنِ ذكوانَ (¬1).
...
{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)}.

[49] {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ} أي: مقرونينَ مع شياطينِهم.
{فِي الْأَصْفَادِ} القيودِ، واحِدُه صَفَدٌ.
...
{سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)}.

[50] {سَرَابِيلُهُمْ} قُمُصُهُمْ.
{مِنْ قَطِرَانٍ} وهو عصارةُ شجرٍ تسمَّى الأَبْهُلَ يُستخرَجُ بالنارِ، وهو كريهُ اللونِ والطعمِ والرائحةِ، سريعُ الالتهابِ، تُطْلَى به الإبلُ الجَرْبى، فيحرقُ الجربَ والجلدَ، تُطلى به جلودُ الكفارِ فيصيرُ قُمُصًا لهم، فيضطرِمُ عليهم
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 266)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 273)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 244).

الصفحة 536