كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ} النعمِ.
{وَالسَّيِّئَاتِ} النِّقَمِ.
{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ينتهون عن كفرِهم.
* * *
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)}.

[169] {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ} أي: فخلفَ بعدَ المذكورين جماعةٌ، وهم مَنْ عاصر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - من اليهود، والخَلَفُ بفتحِ اللام: الصالحُ، وبالسكون: الطالح، والتلاوةُ بسكونِ اللام.
{وَرِثُوا الْكِتَابَ} أي: التوراةَ.
{يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} هذا الشيء الدنيءَ من حُطامِ الدنيا، وهو الرشوةُ لتغييرِ بعضِ ما في التوراةِ، وصفةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
{وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} لا نُؤاخَذُ بذلك.
{وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} أي: يرجونَ المغفرةَ وهم عائدونَ إلى مثلِ فعلِهم، والمغفرةُ إنّما تحصُلُ للتائب. قرأ رويسٌ عن يعقوبَ: (يَأْتِهُمْ) بضمِّ الهاء (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 232)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 420).

الصفحة 54