كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} في دعواكَ.
...
{مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)}.

[8] قال الله تعالى: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ} أي: بالقرآن. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وحفصٌ عن عاصمٍ: (نُنَزِّلُ) بنونين، الأولى مضمومةٌ، والثانيةُ مفتوحةٌ، وكسرِ الزاي (الْمَلاَئِكَةَ) بالنصبِ، وروى أبو بكرٍ عن عاصمٍ: بالتاءِ مضمومةً، وفتحِ النونِ والزاي (الْمَلاَئِكَةُ) بالرفع، وقرأ الباقونَ كذلكَ، غير أنهم يفتحون التاءَ، والبزيُّ عن ابنِ كثيرٍ يشدِّدُ التاءَ وصلًا (¬1).
{وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ} و (إذًا) جوابٌ للمشركين، وجزاءُ الشرطِ مقدَّرٌ، تقديرُه: ولو نَزَّلْنا الملائكةَ، ما أَخَّرْنا عنهم العذابَ عندَ معاينةِ الملائكةِ.
...
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}.

[9] {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} رَدٌّ لإنكارِهم {وَإِنَّا لَهُ} للقرآنِ {لَحَافِظُونَ} من الزيادةِ والنقصانِ والتبديلِ، وقيل: الضميرُ في (له) راجعٌ إلى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: نحفظُه من الأَسْوأ.
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 366)، و"التيسير" للداني (ص: 135)، و"تفسير البغوي" (2/ 575)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 350 - 351).

الصفحة 542