كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)}.
[14] {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ} أي: على هؤلاءِ المقترِحين.
{بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ} أي: الملائكةُ في البابِ.
{يَعْرُجُونَ} يصعَدُون وهم يرونَهم عيانًا.
...
{لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}.
[15] {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} قرأ ابنُ كثيرٍ: (سُكِرَتْ) بتخفيفِ الكاف؛ أي: حُبِسَتْ ومُنِعَتِ النظرَ، وقرأ الباقون: بتشديدها؛ أي: سُدَّتْ (¬1).
{بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} بَلْ سحرَنا محمدٌ بذلك.
...
{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)}.
[16] {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} أي: قصورًا، وهي منازلُ الشمسِ والقمرِ والكواكبِ السيارةِ، وهي اثنا عَشَرَ برجًا: الحملُ، والثورُ، والجوزاءُ والسَّرَطانُ، والأسدُ، والسنبلَةُ، والميزانُ، والعقربُ، والقَوْسُ، والجَدْيُ، والدَّلْوُ، والحوتُ.
{وَزَيَّنَّاهَا} أي: السماءَ بالنجومِ.
{لِلنَّاظِرِينَ} المستدِلِّين بها على قدرةِ خالقِها.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 366)، و"التيسير" للداني (ص: 135)، و"تفسير البغوي" (2/ 577)، و "معجم القراءات القرآنية" (3/ 252).
الصفحة 544