كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36)}

[36] {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} من قبورِهم وقتَ النفخةِ الآخِرَة، أرادَ ألَّا يموتَ.
{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37)}.

[37] {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}.
{إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)}.

[38] {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} عندَ الله، هو يومُ موتِ الخلائقِ، وهو وقتُ النفخةِ الأولى، ومدةُ موتِ الخبيثِ أربعونَ سنةً قدرَ ما بينَ النفختينِ.
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)}.

[39] {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} أضلَلْتني، الباءُ للقسم؛ أي: أقسمُ بإغوائِكَ إيايَ {لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ} حُبَّ الدنيا ومعاصيَكَ.
{وَلأُغْوِيَنَّهُمْ} أُضِلَّنَّهم {أَجْمَعِينَ}.
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}.

[40] {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} واستثنى الخبيثُ المخلَصين؛ لعلمِه أنَّ كيده لا يضرُّهم. قرأ الكوفيون، ونافعٌ، وأبو جعفرٍ: (الْمُخْلَصِينَ) بفتحِ اللامِ حيثُ وقَعَ؛ أي: من أخلَصْتَهُ بتوحيدِكَ، فهديتَهُ

الصفحة 551