كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} بطائفةٍ منه، قيل: إنه السَّحَرُ الأولُ.
{وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ} سِرْ خَلْفَهم.
{وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} لينظرَ ما وراءَه فيرَى من الهولِ ما لا يُطيقُه.
{وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} بالذهابِ إليه، وهو الشامُ. قرأ أبو عمرٍو: (حَيْث تؤْمَرُونَ) بإدغامِ الثاءِ في التاءِ (¬1).
...
{وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)}.

[66] {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ} أي: أعلمناهُ {أَنَّ دَابِرَ} أي: آخِرَ.
{هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ} مهلَكٌ.
{مُصْبِحِينَ} أي: أوحينا إليه أَنَّهم يهلكونَ جميعًا وقتَ الصُّبحِ.
...
{وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67)}.

[67] {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ} أي: سدومَ إلى لوطٍ. واختلاف القراء في (جَاءَ أَهْلُ) كاختلافهم في (جَاءَ آلَ) [الحجر: 61].
{يَسْتَبْشِرُونَ} طَمَعًا في نيلِ شهوتِهم الخبيثةِ من الملائكةِ.
...
¬__________
= (2/ 290)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 276)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 260).
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 269)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 261).

الصفحة 561