كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

والأيكةُ أبعدُ الأرضِ منَ السماء، وهم قومُ شعيبٍ.
{لَظَالِمِينَ} بعثَهُ اللهُ إليهم، فكذَّبوه، فَأُهْلِكوا بالظُّلَّةِ، وتقدَّمَ ذكرُ القصةِ في سورةِ الأعرافِ.
...
{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}.

[79] {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} بالإهلاكِ {وَإِنَّهُمَا} أي: قريةُ قومِ لوطٍ والأيكةُ.
{لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} بطريقٍ واضحٍ مستبينٍ.
...
{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)}.

[80] {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ} هم ثمودُ، والحِجْرُ: واديهم بينَ المدينةِ والشامِ.
{الْمُرْسَلِينَ} أرادَ صالحًا، وقال: المرسَلين من حيثُ يجبُ بتكذيبِ رسولٍ واحدٍ تكذيبُ جميعِهم؛ إذ القولُ في المعتَقَداتِ واحدٌ للرسلِ أجمعَ، فهذهِ العبارةُ أشنعُ على المكذِّبين.
...
{وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81)}.

[81] {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا} هي الناقةُ، وخروجُها من الصخرة، وكثرةُ شربها، وولادتَهُا مثلُها في العِظَم في الحالِ وغزارةِ لبنِها.
{فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} يعني: الآياتِ.
***

الصفحة 565