كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86)}.

[86] {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} بخلقِهِ.
...
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)}.

[87] {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} هي الفاتحةُ؛ لأنها سبعُ آياتٍ بإجماعٍ، ولأنها تُثَنَّى في الصلاةِ، وتقدَّمَ الكلام على ذلكَ في أولِ التفسيرِ.
{وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} عطفٌ على السبعِ؛ لأنَّ ما عدا الفاتحةَ قرآنٌ.
...
{لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)}.

[88] {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} أي: لا تنظَرنَّ يا محمدُ.
{إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} أَصنافًا من الكفارِ، نهى اللهُ رسولَه - صلى الله عليه وسلم - عن الرغبةِ في الدنيا، ومزاحمةِ أهلِها عليها.
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} إنْ لم يؤمنوا.
{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ} أي: تواضَعْ {لِلْمُؤْمِنِينَ} وارْفُقْ بهم.
...
{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)}.

[89] {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} بُرْهانُهُ. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابنُ كثيرٍ، وأَبو عمرٍو: (إِنِّيَ) بفتحِ الياءِ، والباقون: بإسكانِها (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 368)، و"التيسير" للداني (ص: 136)، =

الصفحة 567