كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ} أي: اسرُدْ عليهم ما يعلمون أنّه من الغيوبِ الّتي لا يعلَمُها إِلَّا أهلُ الكتبِ الماضيةِ.
{لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} في ذلكَ، فيؤمنون.
* * *
{سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}.

[177] {سَاءَ} أي: بئسَ.
{مَثَلًا الْقَوْمُ} التقديرُ: ساءَ مثلًا مَثَلُ القومِ.
{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} بعدَ علمِهم بها.
{وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} أي: جمعوا بينَ التكذيبِ وظلمِ أنفسهم.
* * *
{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)}.

[178] {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} أجمع القراء على إثباتِ الياءَ هنا في (المهتدي) (¬1).
{وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} تصريحٌ بأنَّ الهدى والضلالَ من الله تعالى، وفيه رَدٌّ على القدريَّةِ، وعلى من قال: إنَّ الله تعالى هدى جميعَ المكلَّفينَ، ولا يجوز أن يُضِلَّ أحدًا.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "المقنع في رسم مصاحف الأمصار" باب: ذكر ما رسم بإثبات الياء على الأصل، (ص: 14).

الصفحة 62