كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

سورة الحديد أربعة: أولُ آخرُ ظاهرٌ باطنٌ، وفي سورة الحشرِ عشرةٌ: قُدُّوسٌ سلامٌ مؤمنٌ مهيمنٌ عزيزٌ جبارٌ متكبرٌ خالقٌ بارئ مصورٌ، وفي سورة البروج: مبدىٌ معيدٌ، وفي سورة الإخلاص أَحَدٌ صَمَدٌ. انتهى.
{وَذَرُوا} اتركوا.
{الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} ويسمونه بما لا توقيفَ فيه، والإلحادُ: الميلُ عن الحق. قرأ حمزةُ: (يَلْحَدُونَ) بفتح الياء والحاء، والباقون: بضمِّ الياءِ وكسرِ الحاء (¬1)، وهما لغتان، والملحِدون: هم المشركون، عَدَلوا بأسماء الله عَمَّا هي عليه، فسمَّوا بها أوثانَهم، فزادوا ونَقَصوا، فاشتقوا اللاتَ من الله، والعزَّى من العزيز، ومناة من المنَّانِ.
{سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} في الآخرَة، وهذه الآيةُ منسوخةٌ بآيةِ السيف.
* * *
{وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)}.

[181] {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ} هم المسلمون.
{يَهْدُونَ بِالْحَقِّ} يأخذونَ به.
{وَبِهِ يَعْدِلُونَ} في الأمرِ.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 298)، و"التيسير" للداني (ص: 114)، و"تفسير البغوي" (2/ 175)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 225).

الصفحة 66