كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

نذرُهم، وقرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: بالياءِ وجزمِ الراءِ عطفًا على موضعِ الفاء وما بعدَها من قوله: (فَلَا هَادِيَ لَهُ)؛ لأنّه موضعُ جزمٍ (¬1).
{فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} يتردَّدونَ مُتَحيرين.
* * *
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}.

[187] ولمّا قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ بيننا وبينكَ قرابةً، فأسرَّ إلينا متى الساعة؟ فأنزلَ الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ} (¬2) أي: متى.
{مُرْسَاهَا} أي: الوقتُ الذي تقومُ فيه.
{قُلْ} يا محمد:
{إِنَّمَا عِلْمُهَا} متى يكونُ.
{عِنْدَ رَبِّي} استأثرَ بعلمِها.
{لَا يُجَلِّيهَا} يظهرُها.
{لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} لاختصاصِه به.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 298 - 299)، و"التيسير" للداني (ص: 115)، و"تفسير البغوي" (2/ 177)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 426).
(¬2) انظر: "تفسير عبد الرزّاق الصنعاني" (2/ 245)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: 127)، و"الدر المنثور" للسيوطي (3/ 622).

الصفحة 69