كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100)}.

[100] {أَوَلَمْ يَهْدِ} أي: يُبَيَّنْ. قرأ العامة: (يَهْدِ) بالياء، وقرأ زيدٌ عن يعقوبَ: بالنون على التعظيم.
{لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ} أي: يسكنونها.
{مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا} الهالكينَ.
{أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ} أهلَكْناهم كما أَصَبْنا مَنْ قبلَهم، واختلافُ القراء في الهمزتين من (نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ) كاختلافِهم فيها من (السُّفَهَاءُ أَلَا) في سورةِ البقرةِ.
{بِذُنُوبِهِمْ} كمَنْ تقدَّمَهم {وَنَطْبَعُ} نختمُ.
{عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} سماعَ تفهُّمٍ واعتبار.
* * *
{تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101)}.

[101] {تِلْكَ الْقُرَى} المذكورةُ وأهلُها؛ يعني: قومَ نوحٍ وعادٍ وثمودَ، وقومَ لوطٍ وشعيبٍ.
{نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا} أخبارِها؛ لما فيها من الاعتبارِ.

الصفحة 8