كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} المعجزاتِ.
{فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} عندَ مجيءِ الرُّسلِ بالبيناتِ.
{بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ} أي: من قبلِ قيامِ المعجزاتِ، المعنى: لم تؤثرْ فيهم الموعظةُ، واستمروا على الكفرِ.
{كَذَلِكَ} مثلَ ختمِنا على قلوبِ الكافرينَ قبلَكَ.
{يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} من قومِك فلا يؤمنونَ.
* * *
{وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)}.

[102] {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ} أي: الناسِ.
{مِنْ عَهْدٍ} أي: وفاءِ عهدٍ.
{وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ} أي: عَلِمْناهم.
{لَفَاسِقِينَ} خارجينَ عن الطاعةِ، و (إنْ) للنفي، و (اللام) بمعنى إِلَّا، التقدير: وما وجَدْنا أكثرَهم إِلَّا فاسقينَ.
* * *
{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)}.

[103] {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ} أي: من بعدِ الأنبياءِ المتقدِّمِ ذكرُهم، وأممهم.
{مُوسَى بِآيَاتِنَا} يعني: المعجزاتِ.

الصفحة 9