كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: "تَكْفيكَهُمُ (¬1) الدُّبَيْلَةُ" (¬2) هي نار تخرج في أكتافهم حتى تنجم من صدورهم، أي: تظهر، هكذا فسرت في الحديث. وفي "الجمهرة": هي داء (¬3) يجتمع في الجوف (¬4)، ويقال له أيضًا: الدُّبْلة والدَّبَلة.

الاختلاف والوهم
في تفسير اليقطين من كتاب الأنبياء: "اليَقْطِينُ: الدُّبَّاءُ" (¬5) كذا للكل، وعند الأصيلي: "وَهُوَ الكِبَاء" وليس بشيء؛ لأن "الكِبَاءَ": البخور، ولا مدخل هاهنا له، و"الكِبَا" أيضًا: الكناسة، إلَّا أنه مقصور في هذا، من قولهم: كبوت الشيء إذا كنسته.
في غزو الروم: "فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ" (¬6)، وعند العذري: "الدَّائِرَةَ" وهما بمعنى. قال الأزهري: "الدَّائِرَةَ": الدولة تدور على الأعداء (¬7). قال الهروي: و"الدَّبْرَةَ": النصر على الأعداء، ويقال: لمن (¬8) الدبرة؟ أي: الدولة، وعلى من الدبرة؟ أي: الهزيمة (¬9). وقال ابن عرفة: "الدَّائِرَةَ": الحادثة تدور من حوادث الدهر.
¬__________
(¬1) في النسخ الخطية: (تكفيهم)، والمثبت من "صحيح مسلم".
(¬2) مسلم (2779) من حديث حذيفة.
(¬3) في (س): (ماء).
(¬4) "جمهرة اللغة" 1/ 301.
(¬5) البخاري قبل حديث (3412)، وانظر اليونينية 4/ 159.
(¬6) مسلم (2899) عن عبد الله بن مسعود.
(¬7) انظر "تهذيب اللغة" 2/ 1129، 1143.
(¬8) في (س): (أين).
(¬9) "الغريبين" 2/ 616.

الصفحة 10