كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

و"مُرْبَئِدٌّ" في مسلم، وكله من الربدة وهو لون بين البياض والسواد والغبرة، كأنه لون الرماد. وقيل: بل هو مثل لون النعام، وبه سميت: ربداء، ومن قال: "مُرْبَئِدٌّ" بالهمز، بمعناه (¬1)، لغة في هذا الباب، يقال: احمأرَّ واصفأرَّ واخضأرَّ (¬2) واربأدَّ.
قوله: "فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ" (¬3)، و"رَجُلٌ رَبَطَهَا" (¬4) الرباط: ملازمة الثغر
للجهاد، وشبهوا به المصلي في الأجر، وربط الخيل: حبسها وإعدادها
لما تراد له من جهاد وكسب وغير ذلك. وقيل: معناه: أن هذا يربط صاحبه عن المعاصي ويعقله عنها، فهو كمن ربط وعقل.
قوله: "وَكانَ جَارًا وررَبِيطًا" (¬5) أي: ملازمًا.
قوله في الشفعة: "في أَرْضٍ أَوْ رَبْعٍ" (¬6) الربع: الدار بعينها في قول الأصمعي حيث كانت، والرَّبع: المنزل في زمن الربيع خاصة. قال القاضي: وتفريقه في الحديث بين الأرض والربع يصحح ما قاله، وأنه مختص بما هو مبني (¬7). وفي بعض الروايات: "أو ربعة" كما يقال دار ودارة، ومنزل ومنزلة. وفي رواية: "أَوْ رَبْعةِ" بهاء الضمير، ويعضد أيضًا ما تقدم قوله في الشؤم: "إِنْ كَانَ فَفِي الرَّبْعِ" (¬8)، وجاء في الرواية
¬__________
(¬1) في (د، أ، ظ): (فمعناه).
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) "الموطأ" 1/ 161، مسلم (251) من حديث أبي هريرة.
(¬4) "الموطأ" 2/ 444، البخاري (2371)، مسلم (987) من حديث أبي هريرة.
(¬5) مسلم (1929/ 5) من قول الشعبي يعني عدي بن حاتم.
(¬6) مسلم (1608/ 135) من حديث جابر.
(¬7) "المشارق" 1/ 279.
(¬8) مسلم (2227) من حديث جابر.

الصفحة 108