كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله في حديث المحرق: "فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ [عَلَى ذَلِكَ] (¬1) وَرَبِّي، فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ" كذا في البخاري (¬2)، وفي مسلم: "فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ وَرَبِّي" (¬3)، جعل: "وَرَبِّي" مؤخرًا بعد: "فَفَعَلُوا" قال بعضهم: الصواب ما في البخاري، وجعلوا: "وَرَبِّي" قسمًا على صحة ما ذكر، وكلتا (¬4) الروايتين تصح على القسم، ووجدته في أصل التميمي من طريق ابن الحذاء: "وَذُرِّيَ" مكان: "وَرَبِّي"، (أي: وفعلوا ذلك به) (¬5) أي: فعلوا الذي أمرهم به من الحرق والتذرية، "وَذُرِّيَ"، وهذه أليق الروايات، ويكون التأخير أصوب حسب ما في كتاب مسلم، لكن لم أره لأحد من شيوخنا غير التميمي فيحتمل أن يكون: "وَرَبِّي" مغيرًا منه. قال القاضي: ويحتمل أن يكون من: "ورِبَابَهُمْ"، أي: وأخذ عهدهم، والرِّباب بالكسر: العهد، يقال: رَبَّهُمْ وأَرَبَّهُمْ: عاهدهم. قال القاضي: وعليه حمله بعض الشارحين (¬6). قلت: وهذا بعيد.
قوله: "الصَّلَاةُ فِي مَرَابِضِ الإِبِلِ" كذا للأصيلي، وعند غيره: "مَوَاضِعِ الإِبِلِ" (¬7) وهو أوجه؛ لأن المرابض أكثر ما تستعمل في الغنم.
¬__________
(¬1) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ الخطية، والمثبت من "المشارق" 2/ 270 و"صحيح البخاري".
(¬2) البخاري (6481، 7058) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬3) مسلم (2758).
(¬4) في النسخ الخطية: (وكلا)، والمثبت من "المشارق" 2/ 270 وهو الصواب.
(¬5) ساقطة من (س).
(¬6) "المشارق" 2/ 271.
(¬7) البخاري قبل حديث (430).

الصفحة 113