والخُلق المدربة على الركوب والسير، ولا يكون ذلك إلَّا بعد الرياضة والتأديب مع خَلقها وخُلقها لتأتي ذلك فيها، ومثالها في الإبل قليل، وكذلك النجيب من الناس؛ فهم وإن تساووا في الخلق والنسب فقد تباينوا في النجابة في العقل والدين والخلق. وقيل: المراد استواء الناس، كما قال: "النَّاسُ كَأَسْنَانِ المِشْطِ" (¬1) والتأويل الأبين أليق بقوله: "لَا تَكَادُ" وهو (¬2) إشارة إلى التقليل. وقيل: المراد أن (¬3) الكامل والراغب في الآخرة قليل وغير مستوٍ في كل الناس.
والراحلة اسم يقع على الذكر والأنثى، وقصره (ابن قتيبة) (¬4) على الأنثى، وأنكره الأزهري (¬5)، والهاء فيه زائدة (¬6) إذا كان للمذكر للمبالغة.
¬__________
(¬1) رواه ابن عدي في "الكامل" 4/ 225، وأبو الشيخ في "الأمثال" (166)، والقضاعي في "مسند الشهاب" 1/ 145 (195) من حديث أنس. ورواه أبو الشيخ في "الأمثال" (167) من حديث عبد الرحمن بن عوف. قال الألباني في "الضعيفة" (596): ضعيف جدًّا.
(¬2) في (د): (وهي).
(¬3) ساقطة من (س).
(¬4) في النسخ الخطية: (القعنبي)! والمثبت من "المشارق" 2/ 283 و"تهذيب اللغة" للأزهري 2/ 1381 (رحل). وفي ظني أن منشأ هذا التحريف أنه كما هو معلوم ومشهور أن ابن قتيبة يعرف أيضًا بالقتيبي، فإما أن يكون وقع كذلك في أحد نسخ "المشارق" التي نقل عنها ابن قرقول فتحرفت على المصنف وقرأ: (القتيبي): (القعنبي) وأستبعد هذا. وإما أن يكون المصنف ابن قرقول تصرف في عبارة القاضي لما نقلها - كما هي عادته - فغير: (ابن قتيبة) إلى: (القتيبي) ثم تحرفت من قبل نساخ "المطالع" إلى (القعنبي) وهذا أقرب، وتحريف (القتيبي) إلى (القعنبي) جائز وارد، والعلم عند الله.
(¬5) "تهذيب اللغة" 2/ 1381 (رحل).
(¬6) ساقطة من (س).