كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

(وقرىء بالوجهين (¬1)، وكذلك قوله: "وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ في الدَّرَكِ الأَسْفَلِ) (¬2) " (¬3) وهي المنازل إذا كانت تسفل، فإن كان إلى علو فبالجيم: درج.
وقولها: "إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ في الحَجِّ أدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا" (¬4) أي: وافقته فريضتها في هذِه الحال، وكذلك أدركته الصلاة، أي: حان وقتها، والإدراك أيضًا كنايةٌ عن البلوغ مبلغ الرجال، والجارية مبلغ النساء، وفي الثمرة مبلغ الطيب، وفي الطعام النضج، وفي كل شيء أن يبلغ المراد منه.
قوله في صفة أرض الجنة: "درْمَكَةٌ بَيْضَاءُ مِسْكٌ" (¬5) أي: هي في البياض كالدرمكة - وهي الحُوَّارَى: لُبابُ البُرِّ - وفي الطيب كالمسك.
وقوله: "ظَاهَرَ بَينَ درْعَيْنِ" (¬6) أي: عاون بينهما في التحصن فلبس
¬__________
(¬1) فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر بفتح الراء، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بإسكان الراء. "الحجة للقراء السبعة" 3/ 188، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" 1/ 401.
(¬2) ما بين القوسين من (س).
(¬3) البخاري (3883)، مسلم (209) من حديث العباس بن عبد المطلب.
(¬4) "الموطأ" 1/ 359، البخاري (1513)، مسلم (1334) من حديث ابن عباس.
(¬5) مسلم (2928) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬6) رواه ابن ماجه (2806)، وأحمد 3/ 449، والنسائي في "الكبرى" 5/ 171 (8529) من حديث السائب بن يزيد. ورواه أبو يعلى 2/ 33 (670)، والحاكم 3/ 25، والبيهقي 6/ 370، و 9/ 46، والضياء في "المختارة " 1/ 438 (861) من حديث الزبير بن العوام. ورواه أبو يعلى 2/ 24 (659)، والشاشي في "مسنده" 1/ 33 (21)، والبيهقي 9/ 46 من حديث طلحة.

الصفحة 23