كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله في كتاب مسلم في حديث الشفاعة: "إِلَّا أَنَّ شُعْبَةَ (¬1) جَعَلَ مَكَانَ الذَّرَّةِ ذُرَةً" (¬2) (هذا هو الصواب) (¬3) الثاني مخففة وإنما وقع فيه التصحيف من شعبة لما رأى في الحديث الذي قبله: "مَا يَزِنُ بُرَّةً"، و"مَا يَزِنُ شَعِيرَةً "، فظن أن "الذَرَّة": "ذُرَة"؛ إذ الذُرة من الحبوب كالبرة والشعيرة، والصحيح قول غيره: "ذَرَّة"؛ واحدة الذر، وكما ذكرناه عن شعبة هاهنا رواية الكافة عن مسلم، وقد كان عند الصدفي والسمرقندي، وكذا ذكره الدارقطني عنه في "التصحيف" وكان عند السجزي والأسدي عن العذري: "دُرَّة" بدال مهملة (¬4) مضمومة وراء مشددة واحدة الدُّر، وهذا تصحيف التصحيف (¬5).
قوله: "فَأَبْصَرَ لَحرَجَاتِ المَدِينَةِ" (¬6) تقدم في الجيم والدال (¬7).
قوله في حديث الدجال: "فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ ذَلِكَ أَحَدُكُم" (¬8) كذا عند جماعة شيوخنا، وعند التميمي: "أَدْرَكَهُ" وهو وجه الكلام؛ فإن هذه النون لا تدخل على الفعل الماضي.
¬__________
(¬1) زاد هنا في (د): (كل شيء)، ولا معنى له.
(¬2) مسلم (193).
(¬3) في (د): (كذا هو صواب)، وفي (أ، ظ): (كذا هو الصواب).
(¬4) ساقطة من (س)، وفي (أ): (مهمولة).
(¬5) ورد في هامش (د): الرواية الأولة بتشديد الدال والراء المفتوحتين، واحده الدر، والثانية بضم الذال المعجمة أيضاً وتخفيف الراء: الحب الذي يؤكل.
(¬6) البخاري (1802) من حديث أنس.
(¬7) من (د).
(¬8) مسلم (2934/ 105) من حديث حذيفة، وفيه: "فإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ".

الصفحة 26