كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

السفر، ومنه قوله: "كَانَ يَجْمَعُ إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ سَيْرٍ" (¬1) أي: على سفر راكبًا ظهر دابته، ومنه: "يَرْعَى ظَهْرَنَا" (¬2) هي دواب السفر الحاملة للأثقال وغيرها.
قوله: "فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذنُونَهُ في ظُهْرَانِهِم" (¬3) بضم الظاء ضبطناه عن شيوخنا، وهو جمع ظهر، ومنه: "وَإِنَّ في الظَّهْرِ نَاقَةً عَمْيَاءَ" (¬4)، و"مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا" (8).
قوله في الصدقة: "مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى" (¬5)، فسره أيوب (¬6) في الحديث: عن فضل عيال (¬7). وبيانه: من وراء ما يحتاج إليه العيال كالشيء الذي يطرح (¬8) خلف الظهر، ويفسره قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ" (¬9)، ومثله قوله: "مَنْ دَعَا لِأَخِيْهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ" (¬10) كأنه من وراء معرفته ومعرفة
¬__________
(¬1) البخاري (1107) من حديث ابن عباس.
(¬2) "الموطأ" 2/ 910 من قول جابر.
(¬3) مسلم (1901) من حديث أنس.
(¬4) "الموطأ" 1/ 279 من قول أسلم مولى عمر.
(¬5) البخاري (1426) من حديث أبي هريرة.
(¬6) في النسخ الخطية: (أبو أيوب)، والمثبت الصواب.
(¬7) روى عبد الرزاق في "المصنف" 9/ 76 (16404) عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنًى وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من البد السفلى" قال: قلت لأيوب: ما عن ظهر غنًى؟ قال: عن فضل عيالك.
(¬8) في (س، د، أ): (فيه)
(¬9) البخاري (1426) من حديث أبي هريرة.
(¬10) مسلم (2732، 2733) من حديث أم الدرداء، وفيه: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يدْعُو لأخِيهِ بِظَهْرِالغَيبِ".

الصفحة 316