الناس لذلك, لأنه دليل الإخلاص له في الدعاء، كأنه من إلقاء الإنسان الشيء وراء ظهره إذا ستره عن غيره، وقد يكون قوله: "عَنْ ظَهْرِ غِنًى" بمعنى: بيان الغنى عن المسألة، ويرد هذا قوله: "ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ" ولأنه خرج على سبب، وهو أن رجلاً تصدق بأحد ثوبين كانا له، قد تُصدِّق بهما عليه فنهاه عن ذلك وقال: "خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى".
قوله: "بِظَهْرِ الحَرَّةِ" (¬1) أي: ظاهرها، والظاهرة (¬2): ما ارتفع عن الأرض، يريد: أعلاها.
قوله: "بَيْنَ ظَهْرَانَي جَهَنَّمَ" كذا للعذري، ولغيره: "ظَهْرَيْ" (¬3)، ومثله: "بَيْنَ ظَهْرَيِ النَّاسِ" كذا رواه الباجي وابن عتاب وبعض أشياخنا، وعند الجمهور: "بَيْنَ ظَهْرَانَي" (¬4)، وفي حديث الحوض: "بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أصحابه" (¬5)، وكذلك: "لأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ" (¬6)، و"بَيْنَ ظَهْرَي خَيْلٍ دُهْمٍ" (¬7)، ("وبَيْنَ ظَهْري صِيَامِها (¬8) ") (¬9) وعند بعضهم: "ظَهْرَانَي".
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 110 من قول أبي هريرة، والبخاري (3906) من حديث عروة بن الزبير مرسلًا.
(¬2) من (ظ).
(¬3) مسلم (182) من حديث أبي هريرة.
(¬4) "الموطأ" 1/ 171 من حديث عبيد الله بن عدي بن الخيار، 2/ 840 عن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم.
(¬5) مسلم (2294) من حديث أبي هريرة.
(¬6) البخاري (3861)، مسلم (2474) من حديث أبي ذر.
(¬7) "الموطأ" 1/ 28، مسلم (249) من حديث أبي هريرة.
(¬8) "الموطأ" 1/ 301.
(¬9) من (ظ).