كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

وفي حديث الكسوف: "بَيْنَ ظَهْرَيِ الْحُجَرِ" كذا للقاضي وابن عتاب، ولغيرهما: "ظَهْرَانَيِ" (¬1)، قال الباجي: وهو المعروف (¬2). وقال الأصمعي وغيره: يقال: بين ظهرانيهم وظهريهم، ومعناه: بينهم وبين أظهرهم. وقال غيره: العرب تضع الاثنين موضع الجميع.
قوله: "قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ" (¬3) أي: أهلكتموه بمدحكم، كمن قطع نخاعه وقصم ظهره.
قوله: "جَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ" (¬4) أي: من وراء ظهورنا.
قوله: "لَا يَزَالُ مِنَ اللهِ مَعَكَ ظَهِيرٌ" (¬5) أي: معين، والمظاهرة: المعاونة.
قوله في البخاري: "فَظَهَرَ هَؤُلَاءِ الذِينَ كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَهْدٌ، فَقَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكوعِ يَدْعُو عَلَيْهِمْ" (¬6) كذا في جميع النسخ، ومعناه هاهنا: غلب، ولا وجه له أقرب من هذا، والأشبه أن يكون مغيرًا من: فغدر، أو: فجر، وهو أصح في المعنى، كما قال في الحديث الآخر: "غَدَرُوا بِهِمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا" (¬7).
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 187 من حديث عائشة.
(¬2) "المنتقى شرح الموطأ" لأبي الوليد الباجي 1/ 306.
(¬3) البخاري (2663، 6060)، مسلم (3001) من حديث أبي موسى الأشعري.
(¬4) البخاري قبل حديث (1653)، مسلم (1215/ 142) من حديث جابر.
(¬5) مسلم (2558) من حديث أبي هريرة، وفيه: "لَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ".
(¬6) البخاري (4096) من حديث أنس.
(¬7) البخاري (3064، 4090) من حديث أنس.

الصفحة 318