كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

الاختلاف
قوله في الصلاة: "حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ (¬1) إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى" (¬2) أي: يصير، وحكى الداودي أنه روي: "يَضِلُّ"، و"يَضَلُّ" من الضلالة وهو الحيرة، والكسر في المستقبل أشهر، كما قال تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} [البقرة: 282]، أي: تنسى, وكذا عن القابسي في بعض الروايات وابن الحذاء، وكذلك فسره مالك: ينسى من الضلال الذي هو النسيان، وهذا التفسير إنما يستقيم على غير ما روي في "الموطأ" من كونه بظاء مشالة التي بمعنى: يصير، وهو الأليق بالكلام، وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة.
قوله: "لأُعْطِي أَقْوَامًا أَخَافُ ظَلَعَهُمْ" (¬3) بفتح اللام، أي: ضعف إيمانهم، كالظلع (¬4) من الدواب الذي يضعف عن المشي والحمل. وقيل: "ظَلَعَهُمْ": دينهم، ورواه ابن السكن: "هَلَعَهُمْ" أي: حرصهم وقلة صبرهم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَعُوذُ بِكَ مِنَ ظَلَعِ الدَّيْنِ" كذا روي في موضع عن الأصيلي، ووهمه بعضهم، والمعروف بالضاد كما لغيره (¬5)، وهو ثقله وشدته، وفي بعض نسخ البخاري في حديث الحوت (¬6): "فَعَمَدنَا إلى ظَلَعٍ مِنْ
¬__________
(¬1) من (ظ).
(¬2) "الموطأ" 1/ 69، البخاري (1231)، مسلم (389/ 83) من حديث أبي هريرة.
(¬3) البخاري (3145) من حديث عمرو بن تغلب، وفيه: "إِنِّي أُعْطِي قَوْمًا أَخَافَ ظَلَعَهُمْ".
(¬4) في (س): (كالضالع).
(¬5) البخاري (2893) من حديث أنس.
(¬6) تحرفت في (س) إلى: (الخندق).

الصفحة 319