كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

"الدُّمَانُ" بضم الدال وفتحها، كذا قيدهما الجياني عن أبي مروان، وقيدناه عن ابنه كذلك.
قوله: "كَأَنَّمَا أُخْرِجَ مِنْ دِيمَاسٍ" (¬1) قيل: هو السَّرَب. وقيل: الكِنُّ.
وقيل: الحمام.
قوله: "كَأَنَّهُ صَوْتُ دَمٍ" (¬2) أي: صوت طالب دم أو سافك (¬3) دم.
قوله: "وإنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ" (¬4) أي: صاحب دم يستشفى بقتله، ويدرك به قاتله ثأره، فاختصر اعتمادًا على مفهوم الكلام، ورواه (¬5) بعضهم عن أبي داود في مصنفه: "ذَا ذم" (¬6) بذال معجمة، وفسره بالذمام والحرمة في قومه، أي: إذا عقد ذمة وُفي له ولم تخفر. قال شيخنا القاضي أبو الفضل: بالدال المغفلة أصح؛ لأنه لو كان ذا ذمام لم يجز قتله (¬7). كأن شيخنا حمله على الذمة، أي: إن تقتل تقتل (¬8) من قد عُقدت له ذمة، وهذا لا يليق بالحديث.

الاختلاف
قوله: "لا وَالدِّمَاءِ" (¬9) رواه عبيد الله (¬10)، يريد: ما ذُبح على النصب، وعند ابن وضاح: "وَالدُّمَى" جمع دمية، يعني: الأصنام، وكذا رواه جماعة
¬__________
(¬1) البخاري (3394، 3437)، مسلم (168) من حديث أبي هريرة.
(¬2) مسلم (1801) من حديث جابر.
(¬3) في (س): (ساقط).
(¬4) البخا ري (4372)، مسلم (1764) من حديث أبي هريرة.
(¬5) في (د، أ، ظ): (وروى).
(¬6) "سنن أبي داود" (2679).
(¬7) "المشارق" 1/ 258.
(¬8) ساقطة من (د، أ).
(¬9) "الموطأ" 1/ 203.
(¬10) زاد هنا في (د، أ، ظ): (ابن) وهو خطأ.

الصفحة 32