كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

أَظْلَاعِهِ" (¬1) بظاء (¬2)، وهو وهم.
قول سعيد: "تَغْتَسِلُ مِنْ ظُهْرٍ إلى ظُهْرٍ" كذا رواه مالك من غير خلاف، إلاَّ أن مالكًا قال: وما أراه إلَّا "مِنْ طُهْرٍ إلى طُهْرٍ" بطاء مهملة وأن الذي حدثني غلطَ على سعيد فيه، وكذا أصلحه ابن وضاح (¬3)، وقد روي عن سعيد أنه قال: تغتسل المستحاضة إذا انقطع عنها الدم. وروي عنه أيضاً أنه قال: تغتسل كل يوم عند صلاة الظهر (¬4). قلت: وهذا عنه أصح وأشهر.
قوله: "مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ" (¬5) كذا في رواية بعضهم، وكذا في حديث الحادة عند جميعهم، وعند بعض الرواة: "أَوْ أَظْفَارٍ" على التخيير أو على الشك، ورواه أكثر رواة "الصحيح" في أكثر الأبواب: "مِنْ قُسْطِ أَظْفَارٍ" والأول هو الصحيح، وهما نوعان من البخور.
وفي حديث الإفك: "مِنْ جَزْعِ ظَفَار" هذا صوابه، وهي رواية الأصيلي وأبي الهيثم وكافة رواة مسلم (¬6)، إلاَّ أنه وقع في كتاب التفسير والشهادات من البخاري: "أَظْفَار" (¬7) وكذا رواه الباجي في كتاب مسلم، وهو مضاف إلى "ظَفَار" مدينة باليمن. قال ابن دريد: هو الجزع الظفاري (¬8). وأنشد:
¬__________
(¬1) البخاري (4391، 5494) من حديث جابر، وفيه: "فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ"
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) "الموطأ" 1/ 63 عن سعيد بن المسيب.
(¬4) رواه عبد الرزاق 1/ 316 (1210)، والدارمي 1/ 614، 617 (837، 843).
(¬5) البخاري (5343)، مسلم (1938) من حديث أم عطية.
(¬6) البخاري (4141)، مسلم (2770) من حديث عائشة.
(¬7) البخاري (2661، 4750) وفي الثاني وقع هكذا لأبي ذر، ولغيره: "ظَفَارِ".
(¬8) "جمهرة اللغة" 2/ 762.

الصفحة 320