كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

نذكره في السين.
قوله: "أكثَرْتُ عَلَيْكُمْ في السِّوَاكِ" (¬1) أي: الأمر به والحض عليه.

الاختلاف
قوله: "إِذَا أكثبوكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِالنَّبْلِ" (¬2) كذا رواه الكافة، وهو المعروف، أي: إذا أمكنوكم وقربوا منكم، والكَثَبُ بالتحريك (¬3) القرب، وفسره في الحديث في كتاب أبي داود: "أَي: غشَوكُمْ" (¬4)، وفسره في البخاري بـ "أكثَرُوكمْ" (¬5) ولا وجه له هاهنا، وتابعه ابن مرابط فقال: جاؤوكم بكثرة من الرمل، ورواه القابسي: "إِذَا أكْبَثُوكَمْ" بتقديم الباء بواحدة على الثاء المثلثة، وهو تصحيف، وفسره بعضهم من الكثيبة وهي جماعة الخيل والرَّجْل إذا اجتمعوا عليكم، وقيده بعضهم: "أكبَتُوكُمْ" (¬6) وزعم أنه الصواب، وهو الخطأ المحض من جهة اللفظ والمعنى، إنما يقال: كبته، لا: أكبته، إذا رده بغيظه.
قوله في حديث الهجرة: "فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ" (¬7) في أصل الأصيلي: "كثْفَةً" بالفاء وكتب عليه: "كُثْبَةً" قال: وهو الصحيح. قال القاضي: والكثافة: الصفاقة، إلاَّ أن تبدل الثاء فاء كجدث وثوم، فإن صحت به
¬__________
(¬1) البخاري (888) من حديث أنس، ووقع في (س): (بالسواك).
(¬2) البخاري (2900) من حديث أبي أسيد الساعدي الأنصاري.
(¬3) من (ظ).
(¬4) "سنن أبي داود" (2665).
(¬5) البخاري (3985)، وفيه: "كثَرُوكُمْ".
(¬6) في (س، د): (أكبتوهم).
(¬7) البخاري (2439، 3917) من حديث البراء.

الصفحة 341