كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

الْكَافُ مَعَ الذال
قوله: "فَيَتَحَدثُ بِالْكِذْبَةِ" (¬1) كذا هو بكسر الكاف، ويقال بفتحها، وأنكر بعضهم الكسر إلاَّ إذا أراد الحالة والهيئة.
قوله: "كَذَبَ كعْبٌ" (¬2)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة حاطب: "كَذَبْتَ" (¬3)، وقول أسماء لعمر: "كَذَبْتَ" (¬4)، وقوله: "كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ" (¬5) كله بمعنى: أخطأت.
قوله: "وَيَذْكُرُ كَذَبَاتِهِ" (¬6) بفتح الذال، جمع كذبة، فأما أكاذيب جمع أكذوبة، وسميت كذبات لمخالفة ظاهرها باطنها، وإبراهيم عليه السلام إنما عرَّض بها عن صدق فقال: "أَنْتِ أُخْتِي" يعني في الإسلام، و" {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: 63] " على معنى التبكيت، بدليل قوله: {إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63]، وقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] أي: سأسقم، أي: من عاش يسقم أو يهرم ويموت.
قوله: "إِنْ شَدَدْتُ كَذَّبْتُمْ" بتشديد الذال، ويقال: بالتخفيف (¬7) أي: إن حملت لم تحملوا معي. وأصل الكذب: الانصراف عن الحق، قاله الهروي (¬8). ومعناه هاهنا: انصرفتم عني ولم تحملوا معي.
¬__________
(¬1) البخاري (1386) من حديث سمرة بن جندب، وفيه: "يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ".
(¬2) "الموطأ" 1/ 108 عن عبد الله بن سلام.
(¬3) مسلم (2495) من حديث جابر.
(¬4) مسلم (2503).
(¬5) "الموطأ" 1/ 123 عن عبادة بن الصامت.
(¬6) البخاري (3361)، مسلم (194) من حديث أبي هريرة، وفيه: "فَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ".
(¬7) البخاري (3975) عن الزبير.
(¬8) "الغريبين" 5/ 1636.

الصفحة 346