كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي" (¬1)، وعند الأصيلي: "بِكِنْوَتي" (¬2)، وكلاهما صحيح.

الاختلاف
قوله: "بَشِّرِ الكانِزِينَ" (¬3) كذا لأكثرهم في حديث ابن أبي شيبة (¬4)، وللطبري: "بَشِّرِ الكاثِرِينَ" والمعروف هو الأول، ثم إن اسم الفاعل من الكثرة: مكثِر، لا: كاثر، لكنهم قد قالوا: عدد كاثر، أي: كثير. قلت: وليس هذا من ذاك؛ لأنه يقال: أكثر العدد فهو كاثر (¬5)، وكثر فهو كثير، وأنشدوا:
وإنَّما العِزَّةُ لِلْكاثِرِ (¬6)
¬__________
(¬1) البخاري (2120)، مسلم (2131) من حديث أنس. والبخاري (3114، 3115)، مسلم (2133/ 4، 5) من حديث جابر. ومسلم (2134) من حديث أبي هريرة.
(¬2) وقع هكذا في كتاب الأدب، لأبي ذر عن الكشميهني، اليونينية 8/ 44 (6196).
(¬3) البخاري (1407)، مسلم (992) عن الأحنف بن قيس.
(¬4) كذا بالنسخ الخطية الثلاث و"المشارق" 2/ 435. والحديث رواه مسلم (992/ 34، 35) عن شيخيه زهير بن حرب وشيبان بن فروخ، لا غير، فأظن أن (ابن أبي شيبة) هذِه، مغيرة من (شيبان) والله أعلم.
(¬5) وقع بعدها في (س): (وكثير) ولا وجه له، والله أعلم.
(¬6) ورد في هامش (د): حاشية: أوله:
وَلَسْتَ بِالأكْثَرِ مِنْهُمُ حَصًى
وهو للأعشى.
قلت: انظره في "ديوانه" ص 104، وفي "صبح الأعشى" 1/ 144.

الصفحة 371