كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: "فانْكَفَأْتُ إِلَيْهِنَّ" (¬1)، و"انْكَفَأَ إِلَى" (¬2) أي: رجع عن سنن قصده الأول إلى ذلك، وكله بمعنى الميل والانقلاب، ومنه: "وأَكفَأَ بِيَدِه" (¬3) أي: قلبها وأمالها.
قوله: "اكْفِتُوا صِبْيانَكُمْ" (¬4) أي: ضموهم إليكم واقبضوهم (¬5)، وكل ما ضممته فقد كفتَّه.
قوله: "وَلا يَكْفِتُ شَعْرًا وَلا ثَوبًا" (¬6) بكسر الفاء وفتح الياء، أي: لا يضمه ولا يقبضه، ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25] أي: ضامة تضمكم في منازلكم أحياءً وأمواتًا، وقال بعضهم: تكفت: تستر. ولا يصح.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَرْجِعُوا (¬7) بَعْدِي كُفّارًا" (¬8) قيل: بالنعم التي خولتم حتى تفانيتم عليها. وقيل: يكفر بعضكم بعضًا كما فعلت الخوارج. وقيل: متكفرين بالسلاح أي: مستترين فيها (¬9)، وأصل التكفير: الستر والجحد؛ لأنّ الكافر
¬__________
(¬1) البخاري (922) من حديث عائشة.
(¬2) البخاري (5554، 5561) من حديث أنس، ومسلم (1679/ 30، 31) من حديث أبي بكرة.
(¬3) البخاري (274)، وفيه: "أكفَأَ بِيَمِينِهِ".
(¬4) البخاري (3316) من حديث جابر.
(¬5) ساقطة من (س).
(¬6) مسلم (490/ 229) من حديث ابن عباس بلفظ: "وَنُهِيَ أَنْ يَكْفِتَ الشَّعْرَ والثِّيَابَ".
(¬7) في (س، أ، ظ): (ترجعن).
(¬8) البخاري (121)، مسلم (65) من حديث جرير، والبخاري (6166)، مسلم (66/ 120) من حديث ابن عمر، البخاري (1739) من حديث ابن عباس، والبخاري (1741) من حديث أبي بكرة.
(¬9) ساقطة من (س).

الصفحة 377