كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

ولا يُطعَم، كأنه هاهنا من الكفاية (¬1)، وإلى هذا ذهب غيره في تفسير هذا الحرف، أي أنه تعالى مستغن عن معين وظهير، وقوله: "وَلا (¬2) مُوَدَّعٍ" أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة له، وهو بمعنى: المستغنى عنه، وينتصب "رَبَّنا" على هذا بالاختصاص والمدح، أو بالنداء (¬3)، كأنه قال: يا ربنا اسمع حمدنا ودعاءنا، ومن رفع قطع وجعله خبرًا وكذا قيده الأصيلي، كأنه قال: ذلك ربنا، أو هو ربنا، أو أنت ربنا، ويصح فيه الكسر على البدل من الاسم في قوله: "الْحَمْدُ للهِ".
قوله: "والْكافِرُ يَأكُلُ في سبْعَةِ أَمْعاءٍ" (¬4) قيل: هو رجل مخصوص.
وقيل: بل كل كافر.
قوله: "تَكَفَّلَ اللهُ" (¬5)، و"كَفَلَهُمْ عَشائِرُهُمْ" (¬6) هذا كله بمعنى: الضمان، كَفَل يكفُل، وحكي: كفِل يكفَل، وتكون الْكَفالَةُ بمعنى: الحياطة، و"كافِلُ اليَتِيمِ" (¬7) حائطه وحاضنه القائم بأمره، و"كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا" (¬8) أي: نصيب. وقال الخليل: ضعف. ويقال: إنه يستعمل في
¬__________
(¬1) "معالم السنن" 4/ 241.
(¬2) في (س، أ): (غير).
(¬3) هنا في (س): (أو).
(¬4) "الموطأ" 2/ 924، البخاري (5396)، مسلم (2062) من حديث أبي هريرة، والبخاري (5393)، مسلم (2060، 2061) من حديث ابن عمر، ومسلم (2059/ 181، 2061) من حديث جابر، ومسلم (2062) من حديث أبي موسى.
(¬5) البخاري (7463)، مسلم (1876/ 104) من حديث أبي هريرة.
(¬6) البخاري (2290).
(¬7) "الموطأ" 2/ 948 من حديث صفوان بن سليم بلاغًا، والبخاري (5304. 6005) من حديث سهل بن سعد، ومسلم (2983) من حديث أبي هريرة.
(¬8) البخاري (3335)، مسلم (1677) من حديث ابن مسعود.

الصفحة 380