كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كُنْ أَبا خَيْثَمَةَ" (¬1) قيل: معناه: أنت، كما قال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: 110] هذا قول الهروي (¬2)، وعندي أن هذا بخلاف الآية.
قوله: "أكوَعُهُ بُكْرَةَ" (¬3) ظاهره: أنت صاحبنا المسمى بابن الأكوع من أول يومنا؛ لأنه قال لهم: "خُذْهَا، وَأَنا ابنُ الأكْوَعِ" (¬4)، ورأيت تعليقًا بخط بعض شيوخنا كأنه أشار إلا أن معناه من كاع يكوع إذا عقر، كأنه ذهب إلى أنه أراد أنت الذي تعقرنا من بكرة، والأول أظهر.

الخلاف
قوله: "الْحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ" (¬5) كذا للعذري، و"الْكَونِ" للفارسي والسجزي وابن ماهان، وقول عاصم في تفسيره (¬6): "حارَ بَعْدَمَا كانَ" وهي روايته (¬7)، ويقال: إن عاصمًا أوهم فيه، وقد ذكرنا: "الْحَوْرِ" في الحاء.
وفي باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر: "وَقالَ ابْنُ المُسَيَّبِ والشَّعْبِيُّ: إِذا صَلَّى وَفِي ثَوْبِهِ دَمٌ" (¬8) كذا للكافة، وعند الحموي وأبي
¬__________
(¬1) مسلم (2769) من حديث كعب بن مالك. ووقع في (س، أ، ظ): (خزيمة).
(¬2) "الغريبين" 4/ 1656.
(¬3) مسلم (1807)، ووقع في (س، أ، ظ): (أكوعنا)!
(¬4) البخاري قبل حديث (3042)، ومسلم (1807).
(¬5) مسلم (1343) من حديث عبد الله بن سرجس، ووقع في (س): (الكون).
(¬6) في النسخ الخطية: (تفسير)، والمثبت من "المشارق" 2/ 451.
(¬7) رواه أحمد 5/ 83، وعبد بن حميد في "المنتخب" 1/ 183 (511)، وابن خزيمة 4/ 138 (2533). وعاصم هو الأحول.
(¬8) البخاري قبل حديث (240).

الصفحة 394