ويحتمل أن (¬1) يتم الكلام في قوله: "لا أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ" ثم قال: "إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ كَمَا تَزْعُمُ فاجْلِسْ في مَنْزِلِكَ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَيْكَ مَنْ رَغِبَ فِيكَ وَفِيهِ" (¬2). ورجح القاضي أبو الفضل رواية أبي علي وقال: إنه الأشبه بمقصد (¬3) هذا المنافق، أي: لأحسن مما تقول إن كان حقًّا أن تجلس في بيتك ولا تؤذنا، ويكون قوله: "أَنْ تَجْلِسَ في مَنْزِلِكَ" (خبر المبتدأ) (¬4)، قال: وعلى رواية النفي يأتي في الكلام تناقض؛ لأنه أثبت له الحسن أولًا ثم أدخل الشك (¬5).
قوله: "لَأَعْتَرِفَنَّ: مَا جاءَ الله رَجُلٌ بِبَقَرَةٍ" الحديث، وروي: "لأعْرِفَنَّ" (¬6) كذا رواه القابسي، وهو الصواب.
وقول علي - رضي الله عنه -: "ما كُنْتُ أُقِيمُ عَلَى أَحَدٍ حَدًّا فَيَمُوتَ فَأَجِدَ مِنْهُ في نَفْسِي إِلَّا صاحِبَ الخَمْرِ؛ لأنَّهُ (¬7) إِنْ ماتَ ودَيْتُهُ" (¬8)، (قال بعضهم: الوجه: "فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ ودَيْتُهُ) (¬9) " (¬10).
¬__________
(¬1) من (س).
(¬2) البخاري (4566، 5663، 6207، 6254)، مسلم (1798)، بلفظ: "إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلا تُؤْذِينَا بِهِ فِي مَجْلِسِنَا، ارْجِعْ إلى رَحْلِكَ، فَمَنْ جاءَكَ فاقْصُصْ عَلَيْهِ".
(¬3) في (د): (بقصد).
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) "المشارق" 1/ 353.
(¬6) البخاري قبل حديث (1460).
(¬7) في النسخ الخطية: "فَإنَّهُ"! والمثبت من (أ) و"المشارق" 1/ 353 وهو الوجه والملائم لسياق الكلام.
(¬8) مسلم (1707).
(¬9) ما بين القوسين ساقط من (س).
(¬10) البخاري (6778).