كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

وكذا ذكره الهروي (¬1)؛ سمي بذلك لطول ذَنَبه فهو بمعنى فاعل، كأنه يلحف الأرض به، قال البخاري: وقالهُ بعضهم بالخاء (¬2). والأول هو المعروف.
وقوله: "بِالكَافِرِينَ مُلْحِقٌ" (¬3) بكسر الحاء، يقال: لحقته وألحقته بمعنًى، فأنا لاحق وملحق، ويجوز أن يكون معناه من نزل به وقدر عليه ألحقه بالكافرين في النار، ورواه بعضهم بفتح الحاء، أي: يلحقه الله تعالى بالكافرين.
وقوله: "لَوْ فَعَلْتَ لَلَحِقَتْكَ النَّارُ (¬4) " كذا للعذري، ولغيره: "لَلَفَحَتْكَ" (¬5) أي: ضربتك بلهبها وأحرقتك، وهو أصوب.
وقوله: "مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ" (¬6) قيل: لسانه. وقيل: بطنه، واللحي واللحى: عظم الأسنان الذي تنبت عليه اللحية (4).
وقوله: "وَأَعْفُوا اللِّحَى" (¬7) مقصور، جمع لحية.
وقوله: "فَتَلَاحَى رَجُلَانِ" (¬8) أي: تسابَّا، والاسم اللحاء، وفي مسلم:
¬__________
(¬1) "الغريبين" 5/ 1743.
(¬2) عقب حديث (2855).
(¬3) رواه عبد الرزاق 3/ 114 (4978)، وابن أبي شيبة 6/ 91 (29708) عن علي، وابن أبي شيبة 6/ 91 (29705)، والبيهقي 2/ 210 عن عمر. ورواه البيهقي 2/ 210 عن خالد بن عمران مرفوعًا ثم قال: هذا مرسل وقد روي عن عمر - رضي الله عنه - صحيحًا موصولًا.
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) مسلم (1659/ 35) من حديث أبي مسعود الأنصاري، وفيه: "أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ".
(¬6) "الموطأ" 2/ 987 عن عطاء بن يسار مرسلاً، والبخاري (6474، 6807) من حديث سهل بن سعد الساعدي. ووقع في (س، ظ، د): (لحييك) تحريف.
(¬7) البخاري (5893)، مسلم (259/ 52) من حديث ابن عمر.
(¬8) "الموطأ" 1/ 320 من حديث أنس بن مالك، والبخاري (49) من حديث عبادة بن الصامت.

الصفحة 422