كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قولها: "وَلَا أَرى مِنْهُ اللَّطَفَ الذِي كُنْتُ أَعْرِفُهُ" (¬1) كذا رويناه بفتح اللام والطاء، وهو البر والتحفي في رفق ولين، ويقال: لُطْف أيضًا. ومن أسمائه عز وجل: "اللَّطِيفُ" (¬2) وهو البر بعباده من حيث لا يعلمون. وقيل: العالم بخفيات الأمور والمصالح. وقيل: هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية، أو غمض وخفي.
وفي شعر حسان: "تُلَطَّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ" (¬3) أي: ينفضن ما عليها من الغبار ويضربنها بذلك، فاستعار لها اللطم. قلت: وقيل: يمسحن وجوهها فقط، من اللطيم من الخيل، وهو بياض في (أحد شقي وجهه) (¬4)، ويروى: "تُطَلِّمُهنَّ" وهو النفض أيضًا.
قال ابن دريد: الطلم ضربك الخبزة بيدك لتنفض الرماد عنها، والطلمة: خبزة المَلَّة.
قال ابن سراج: وكذا رواه الخليل وأنكر رواية: "تُلَطِّمُهُنَّ" (¬5).
...
¬__________
(¬1) البخاري (2661، 4141، 4750)، مسلم (2770) من حديث عائشة.
(¬2) البخاري (4855)، مسلم (177) من حديث عائشة.
(¬3) مسلم (2409) في حديث عائشة، وصدره: تَظَلُّ جِيَادُنَا مُنتَظِرَاتٍ.
(¬4) في النسخ الخطية: (وجهه أحد)، والمثبت مستفاد من "فقه اللغة" ص 99 لأبي منصور الثعالبي، فقد عقد فيه فصلًا في ترتيب البياض في جبهة الفرس ووجهه قال فيه: إن رجعت غرته في أحد شقي وجهه إلى أحد الخدين فهو لطيم.
(¬5) "جمهرة اللغة" 2/ 925 - 926، وناقل هذا عن الخليل هو ابن دريد لا ابن سراج، والذي أوقع المصنف في هذا أن القاضي عطف رواية الخليل بقوله: قال. ولم يذكر القائل فظنه المصنف ابن سراج لذكره قبلُ، والله أعلم.

الصفحة 429