كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: "كلَمْعِ الصُّبْحِ (¬1) " (¬2) يعني: ضوءه.
في الحديث: "إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ" (¬3) أي: قاربتِهِ وأتيته وليس لك بعادة، والملم بالشيء هو الواقع فيه من غير اعتياد ولا إصرار، واختلف في اللمم المذكور في القرآن (¬4) فقيل: أن يأتي الذنب ندرة ثم لا يعاود. وقيل: صغائر الآثام، وهي التي تكفرها الصلاة والصيام واجتناب الكبائر. وقيل: هو الهم بالشيء دون وقوع فيه. وقيل: الميل إليه دون الإصرار عليه.
وقيل: هو ما دون الشرك. وقيل: هو كل ذنب لم يأت فيه حد ولا وعيد.
وقيل: هو ما كان في الجاهلية. ودليل الأحاديث أنه ما دون الكبائر.
(قوله في السبايا: "يُلِمَّ بِهَا" (¬5) أي: يجامعها) (¬6).

الوهم والخلاف
قوله: " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الرَّجُلِ المُسْلِمِ" (¬7) كذا لهم، وعند المروزي: "لَهَا بَرَكَةٌ كَبَرَكَةِ المُسْلِمِ"، وفي بعض الروايات عن ابن السكن: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَهَا بَرَكَةٌ" وبهذه الزيادة تستقيم هذه الرواية.
¬__________
(¬1) في (أ): (البصر).
(¬2) هذه رواية المروزي في قول ابن أبي الزناد عن أبيه في البخاري (1006)، وللباقين: "هَذَا كُلُّهُ في الصُّبْحِ"، قال القاضي: وهو تصحيف. انظر "المشارق" 1/ 342.
(¬3) البخاري (4141)، مسلم (2770) من حديث عائشة.
(¬4) في (أ): (الكتاب العزيز). والمصنف يشير إلى قوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32].
(¬5) مسلم (1441) من حديث أبي الدرداء.
(¬6) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬7) البخاري (5444) من حديث ابن عمر.

الصفحة 436