وقوله في باب قول الرجل: ويلك: "إِنْ أُخِّرَ هذا فَلَمْ يُدْرِكْهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" كذا للكافة، وعند ابن السكن: "فَلَنْ يُدْرِكَهُ" (¬1) بالنون، وهو الوجه، أو"لَمْ يُدْرِكْهُ" بحذف الفاء، وإلا فيختل الكلام بلا جواب، وقد جاء في الحديث الآخر: "لَمْ يُدْرِكْهُ الهَرَمُ، قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ" (¬2)، (وقال بعض الناس: صواب الحديث: إن أخر هذا لم يدركه الهرم ثم قامت عليكم ساعتكم) (¬3)، وهذا تكلف لا يسوغ، إذ لا (¬4) يجوز أن يبقى بغير جواب، ثم لو ساغ هذا في هذا (¬5) الحديث لم يسغ في غيره، كقوله: "إِنْ يَعِشْ هذا الغُلَامُ، فَعَسَى أَنْ لَا يُدْرِكَهُ الهَرَمُ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" (¬6) وإنما الصحيح في تفسيره ما جاء في الحديث الآخر: "كَانَ رِجَالٌ مِنَ جُفَاةِ الأعْرَابِ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّاعَةِ، فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ: إِنْ يَعِشْ هذا لَا يُدْرِكْهُ الهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ" (¬7)، (يعني: موتهم، يدل على هذا التأويل قوله: "مَنْ مَاتَ فَقَدْ قَامَتْ قِيامَتَهُ" (¬8)) (3).
¬__________
(¬1) البخاري (6167) من حديث أنس.
(¬2) البخاري (6511)، مسلم (2952) من حديث عائشة.
(¬3) العبارة ساقطة من (، دس).
(¬4) ساقط من (س).
(¬5) ساقطة من (د).
(¬6) مسلم (2953) من حديث أنس.
(¬7) البخاري (6511).
(¬8) رواه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 268 من طريق داود بن المحبر عن عبد الواحد بن الخطاب عن زياد النميري قال أبو نعيم: أسند عن أنس بن مالك، وعزاه المتقي الهندي في "كنز العمال" 15/ 548 (42123) للعسكري في "الأمثال" عن أنس. قال: وفيه داود بن المحبر كذاب عن عنبسة بن عبد الرحمن متروك متهم عن محمد بن زاذان قال البخاري: لا يكتب حديثه. ولم أجده في المطبوع من "جمهرة الأمثال"، ط. دار الفكر.