اللام مع العين
قوله - صلى الله عليه وسلم - لجابر - رضي الله عنه -: "فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا؟ " (¬1)، و"أَيْنَ أَنْتَ مِنَ العَذَارى وَلعَابِهَا" (¬2) بالكسر (¬3)، ورواه أبو الهيثم بالضم كأنه ذهب إلى اللُّعاب الذي هو الريق، يريد: رشفه وامتصاصه، وقد جاء عن عائشة: "يُقَبِّلُنِي وَيَمُصُّ لِسَانِي ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ" (¬4)، وجاء: "هُنَّ أَعْذَبُ أْفَواهًا" (¬5).
وأما: "تُلَاعِبُهَا" فمن الملاعبة، هذا هو الأظهر فيه.
قوله: "فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ" (¬6) يعني: أبا عمير بالنغير، هذا هو الأظهر.
وقيل: إن الضمير المستتر في الفعل هو للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان يمازح الصبي باللعب بنغره. وقيل: الهاء في "بِهِ" تعود (على الصبي، والضمير في:
¬__________
(¬1) البخاري (2967)، مسلم (715).
(¬2) البخاري (5080)، مسلم (715/ 55) وهذا لفظه.
(¬3) في (أ): (بكسر اللام).
(¬4) رواه أبو داود (2386)، وأحمد 6/ 23 أو 234، والبيهقي 4/ 234 من حديث عائشة. وهو حديث ضعيف؛ ففي "سنن أبي داود" عقبه: قال ابن الأعرابي: بلغني عن أبي داود أنه قال: هذا الإسناد ليس بصحيح. وأعله ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 3/ 110، وابن الملقن في "البدر المنير" 5/ 678، وضعف إسناده الحافظ في "التلخيص" 2/ 194، والألباني في "ضعيف أبي داود" (515).
(¬5) رواه ابن ماجه (1861)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 4/ 5 (1947)، والطبراني 17 (350)، وفي "الأوسط" 1/ 144 (455)، والبيهقي 7/ 81 من حديث عويم بن ساعدة الأنصاري. وفي الباب عن ابن مسعود وابن عمر وجابر، انظر "الصحيحة" (623).
(¬6) البخاري (6203)، مسلم (2150) من حديث أنس، ووقع في (أ): (بي).