كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله في قبض روح الكافر: "وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا وَذَكَرَ لَعْنًا" (¬1) كذا (في جميع النسخ) (¬2)، وكان الوَقَّشِي يذهب إلى أن في اللفظ تغييرًا، يقول: ولعله: ذَكَرَ الخُرء (¬3)؛ لقوله قبل في طيب روح المؤمن: "وَذَكَرَ المِسْكَ" (¬4)، وهذا عندي من جسارته، كأنه ذهب إلى مقابلة المسك بما ذكر، كما (¬5) قابل الطيب بالنتن، ولم يكن مثل هذا من ألفاظه، وقد كان يكني عند (¬6) الضرورة، فكيف في مثل هذا؟! وليس المقابلة في هذا بأولى من مقابلة الصلاة على روح المؤمن المذكورة في الحديث قبل باللعن في روح الكافر، فأسقط الكاتب الألف والسلام فأتى بلفظ الفعل (¬7) الماضي.
وقوله: "ذَكرَ المُتَلَاعِنَينِ عِنْدَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - " (¬8) (كذا لهم) (¬9)، وعند ابن السكن: "التَّلَاعُنُ" (¬10) وهو الصواب، وعليه يدل سياق الحديث.
(وقوله في قتلى بدر: "فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يَلْعَنُهُمْ: هَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ " كذا للقابسي وعبدوس، وعند الأصيلي وأبي ذر:
¬__________
(¬1) مسلم (2872) ووقع بالنسخ الخطية: "لعْنٌ".
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) الخُرْءُ بالضم: العَذِرَة. "القاموس المحيط" (خرئ)، و"المصباح المنير" (خرأ).
(¬4) مسلم (2872) عن حماد بن زيد في حديث أبي هريرة.
(¬5) من (أ).
(¬6) في (د): (عن).
(¬7) ساقطة من (س).
(¬8) في اليونينية 8/ 175 لأبي ذر عن الحموي والمستملي:"ذُكِرَ الْمُتَلَاعِنَانِ".
(¬9) ساقطة من (أ).
(¬10) البخاري (5310، 6856)، مسلم (1497) عن ابن عباس.

الصفحة 443