كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: "مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ" (¬1) بالفتح، يعني: المصحف، كقوله: "مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ" (¬2) والدفتان ما تضمنه من جانبيه، وأصله أن الدَّفَّ: الجنب، وقد تكون دفتا المصحف من خشب وغيره.
قوله: "دَفَعَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ وَمِنْ عَرَفَةَ".
قوله: "لَا يَجِبُ الغُسْلُ إِلَّا مِنَ الدَّفْقِ" (¬3) أي: الإنزال.

الاختلاف
قوله في زكاة الحبوب: "وَيُقْبَلَ مِنْهُمْ مَا دَفَعُوا" (¬4) كذا لابن الفخار بالدال، وعند غيره: "رَفَعُوا" بالراء، وهما صحيحان.
في حديث الجذع: "فَلَمَّا دُفِعَ إِلَى المِنْبَرِ" (¬5) كذا لهم، وضبطه بعضهم: "دَفَعَ" وعند الأصيلي في الأصل: "رَفَعَ" بالراء، وكتب عليه شبه الدال أو الكاف، وكذا رواه عنه بعضهم بالدال، فأما "رَفَعَ" و"رُفِعَ" فله وجه وأبينهما فتح الراء، أي: ارتفع عليه، ومعناه بالدال: ذهب نحوه وسار (¬6) ويقال: دفعت الخيل: سارت بمرة، وأما: "رَكَعَ" إن كانت الرواية كذلك فهو أوجه؛ لأنه (¬7) - عليه السلام - لما أكمل المنبر صلى عليه، وكذا جاء في الرواية الأخرى مبينًا.
¬__________
(¬1) البخاري (5019) من حديث ابن عباس.
(¬2) البخاري (4886، 5939) من حديث ابن مسعود.
(¬3) مسلم (349) من حديث أبي موسى الأشعري.
(¬4) "الموطأ" 1/ 272.
(¬5) البخاري (3584) من حديث جابر.
(¬6) مكررة في (س).
(¬7) تحرفت في النسخ الخطية إلى: (قوله)، وفي هامش (د): لعل صوابه: (لقوله). والمثبت من "مشارق الأنوار" 2/ 223 وهو المناسب للسياق.

الصفحة 45