كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: "فَأُنْزِلَ اللهُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلُقِيَ" (¬1) على ما لم يسم فاعله، يعني: متل ما تقدم ذكره من الكرب بنزول الوحي، كما جاء: "إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ تَرَبَّدَ وَجْهُهُ وَكُرِبَ" (¬2).
وقوله: "وَيُلْقَى الشُّحُّ" (¬3) أي: يجعل في القلوب ويطبع عليه، وضبطناه على (¬4) أبي بحر "وَيُلَقَّى" مشدد القاف، بمعنى: يعطى ويستعمل به الناس ويحملوا عليه، كما قيل في قوله: {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80] أي: يعطاها. وقيل: يوفق لها.

الاختلاف
" تُلَاقِي كُلَّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدِّ" كذا للقاضي أبي علي، ولأبي بحر: "تُلَاقَى" على ما لم يسمَّ فاعله، وفي بعض الروايات: "لَنَا في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدِّ" (¬5).
...
¬__________
(¬1) مسلم (1690/ 13) عن عبادة بن الصامت.
(¬2) مسلم (2334) من حديث عبادة، وفيه: " إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ كُرِبَ لِذَلِكَ، وتَرَبَّدَ وَجْهُهُ".
(¬3) البخاري (6037)، مسلم (2672) من حديث أبي هريرة.
(¬4) في (د): (عن).
(¬5) مسلم (2490) من حديث عائشة، وهو صدر بيت من شعر حسان، عجزه:
سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ

الصفحة 452