كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

اللام مع الهاء
قوله: "يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرى مِنْ العَطَشِ" (¬1) لهَث الكلب، بفتح الهاء (¬2) وكسرها إذا أخرج لسانه من شدة العطش أو الحر، واللَّهاث واللُّهاث بضم اللام: العطش.
قوله: "فَلَهَدَنِي لَهْدَةً (¬3) " (¬4) أي: دفع في صدري.
وقوله: "فَيَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ" (¬5) بكسر اللام، يعني: شدقيه. وقال الخليل: هما مضغتان في أصل الحنك (¬6). وقيل: عند منحنى اللحيين أسفل من الأذنين. وقيل: بين الماضغ والأذن. وكله متقارب.
قوله: "اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ" (¬7) معناه: يا الله أمنا برحمتك، أي: اقصدنا واعتمدنا (¬8)، فحذف الهمزة ووصله بالميم؛ لكثرة الاستعمال.
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 929، البخاري (2363)، مسلم (2244) من حديث أبي هريرة
(¬2) في (س): (الكاف).
(¬3) ساقطة من (س).
(¬4) مسلم (974/ 103) من حديث عائشة.
(¬5) البخاري (4565) من حديث أبي هريرة.
(¬6) "العين" 4/ 124 (لهزم).
(¬7) "الموطأ" 1/ 165، البخاري (3369)، مسلم (407) من حديث أبي حميد الساعدي، و"الموطأ" 1/ 165، مسلم (405) من حديث أبي مسعود الأنصاري، والبخاري (3370، 4797، 6357)، مسلم (406) من حديث كعب بن عجرة، والبخاري (4798، 6358) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬8) قلت: التفسير الذي ذكره المصنف هذا إنما هو للفظة: "اللَّهُمَّ" خاصة إذا كان بعدها دعاء بطلب الرحمة أو الغفران من الله عز وجل، أو نحو هذا، فكان الاقتصار عليها أولى، وهذا هو صنيع القاضي في "المشارق" 2/ 363 فعبارته: (قوله: "اللَّهُمَّ" قيل: معناه: أمنا برحمتك أي اقصدنا واعتمدنا بها ...).

الصفحة 454