كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: "الْمَلْهُوفَ" (¬1) يعني: المظلوم، لهف الرجل إذا ظلم، وأيضًا كرب، وكذلك لهف، فهو لهفان ولهيف وملهوف. أي: مكروب.
قوله: "وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلَاءَ" (¬2) أي: عليهم، كقوله: {وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ} [الرعد: 25]، أي: عليهم. (وقيل: بل هو) (¬3) على (¬4) ظاهره أي: اشترطيه لهم؛ حتى أبين سنته، وأن مثل هذا الشرط باطل، فيكون قيامه بفسخ حكمه أثبت، وليقوم به كما فعل بمجمع من الناس.
وقوله: "فَكُنْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - " (¬5) (جمع: لهاة) (¬6)، وهي اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم.
وقوله في خبر الصبي: "فَلَهَيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ" (¬7) بفتح الهاء، أي: غفل عنه به ونسيه، كما قال عمر: "أَلْهَانِي الصَّفْقُ" (¬8) أي: شغلني
¬__________
أما جملة: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ" التي ذكرها المصنف، فمن معانيها ما نقله الحافظ في "الفتح" 11/ 156 قال: قال الحليمي في "الشعب": معنى الصلاة على النبي عليه السلام: تعظيمه، فمعنى قولنا: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ": عظم محمدًا، والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته، وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود.
(¬1) البخاري (1445، 6022)، مسلم (1008) من حديث أبي موسى الأشعري، وفيه: "يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ".
(¬2) "الموطأ" 2/ 780، البخاري (2168)، مسلم (1054/ 8) من حديث عائشة.
(¬3) في (س): (فهو).
(¬4) من (د، ظ).
(¬5) البخاري (2617)، مسلم (2190) من حديث أنس، وفيه: "فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا".
(¬6) ساقط من (س).
(¬7) مسلم (2149) من حديث سهل بن سعد.
(¬8) البخاري (2062)، مسلم (2153/ 36).

الصفحة 455