كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

وفي حديث موارثة الأنصار والمهاجرين: "لِلأُخُوَّةِ التِي آخَى اللهُ بَيْنهُم"، كذا للأصيلي، ولغيره:"آخَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُم" (¬1) وهو الصواب.
وفي باب ما كان يعطي المؤلفة: "وَكَانَتِ الأَرْضُ لَمَّا ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِلْمُسْلِمِينَ" كذا لابن السكن، وعند الأصيلي وأبي ذر: "لِلْيَهُودِ وَلِلرَّسُولِ وَلِلْمُسْلِمِينَ" (¬2). قال القابسي: ("لله" هو) (¬3) المستقيم، ولا أعرف: "لِلْيَهُودِ".
وفي حديث الإفك: "حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ" (¬4) كذا ضبطناه عن شيوخنا، ومعناه: أتوا بسؤالها وتهديدها بسقط من الكلام، والهاء في "بِهِ" عائدة على الانتهار وتهديدها، وإلى هذا التأويل كان يذهب ابن سراج أبو مروان. وقيل: معناه بينوا لها وصرحوا. وإلى هذا كان يذهب ابن بطال (¬5) والوَقَّشِي، من قولهم: سقطت على الأمر إذا علمته، وساقطت الحديث إذا ذكرته، ويقال منه: سقط فلان في كلامه يَسْقُط، وأسقط يسقط: إذا أتى بسقط منه (¬6) أو خطأ. وصحف بعضهم هذا الحديث فقال: "حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَاتَهَا" وهي رواية ابن ماهان، يريد من شدة الضرب ولا وجه لهذا. وقال ابن سراج: أسكتوها.
¬__________
(¬1) البخاري (2292، 4580، 6747) من حديث ابن عباس
(¬2) البخاري (3152) من حديث ابن عمر.
(¬3) في (س): (هذا هو).
(¬4) البخاري (4757)، مسلم (2770/ 58) من حديث عائشة.
(¬5) "شرح ابن بطال" 8/ 45.
(¬6) من (د، أ).

الصفحة 457