كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

في (¬1) حديث أم سلمة: "ثُمَّ إِنِّي رَفَعْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ" (¬2) كذا للصدفي والأسدي، وعند بعض شيوخنا: "دَفَعْتُ" بالدال، والدفع في السير: التعجيل والزيادة على ما كان قبله، والوفع فيه: الانبعاث بمرة، ومنه: "فَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَدَفَعْنَا فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ" (¬3) بالدال رويناه عن جميع أشياخنا (¬4)، وفي بعض النسخ بالراء.
وفي مسلم في حديث ابن اللتبية من رواية إسحاق: "فَدَفَعَ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -" (¬5) كذا لهم، وعند ابن عيسى وابن أبي جعفر بالراء، وهو هنا (1) أبين.
قوله: "كاَنَتْ رِيحٌ كَادَتْ أَنْ تَدْفِنَ الرَّاكِبَ" (¬6) كذا للكل، قال بعض النقاد: لعله: تدفق الراكب، أي: تطرحه وتصبه على الأرض. قال القاضي (¬7): بل الوجه كما روي بالنون، وكذا جاء في "مصنف ابن أبي شيبة"، معناه: تمضي به وتغيبه عن الناس لشدتها. ويقال: ناقة دفون للتي تغيب عن الإبل، وعبد دفون؛ لأنه (¬8) يغيب عن سيده في إباق أو غيره.
قلت: وعندي أنها تدفنه بما تُطيِّر عليه من الرمل لو وقف لها بموضع؛
¬__________
(¬1) ساقطة من (د، أ).
(¬2) مسلم (1807).
(¬3) مسلم (1365) من حديث أنس.
(¬4) في (د، أ، ظ): (شيوخنا).
(¬5) مسلم (1832)، وفيه: "فَدَفَعَهُ إِلَى النَّبِيَّ".
(¬6) مسلم (2782) من حديث جابر، بلفظ: "كَانَ قُرْبَ المَدِينَةِ هَاجَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ تكَادُ أَنْ تَدْفِنَ الرَّاكِبَ".
(¬7) "المشارق" 2/ 223 - 224.
(¬8) ليست في (د، أ).

الصفحة 46