كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

فصل في: (لَوْ)، و (لَوْلَا)، و (لَوْمَا)
(لَوْ) في الغالب لامتناع غيره، كقوله: " لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدبَرْتُ" (¬1)، و" لَوْ كنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ" (¬2)، و" لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ " (¬3).
وقد تأتي بمعنى (إن) كقوله: " {وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221] " (¬4) يعني: الأَمَة المشركة، وقول سالم: " لَوْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ اليَوْمَ فَاقْصُرِ الخُطْبَةَ وَعَجِّلِ الصَّلَاةَ " (¬5).
وتأتي للتقليل كقوله: " وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " (¬6).
وتأتي بمعنى (هلا) كقوله: " {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الكهف:77] "، قال الداودي: معناه: هلا اتخذت. وهذا التفات إلى المعنى لا إلى اللفظ.
وفي الحديث: " إِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " (¬7)، ويروى: " إِنَّ لَوًا فَتَحُ عَمَلِ الشَّيْطَانِ"، والأول أصوب وهي رواية الجمهور، ومعناه: إن قولها واعتبار معناها يفضي بالعبد إلى التكذيب بالقدر أو عدم الرضا بصنع الله؛
¬__________
(¬1) البخاري (1651)، مسلم (1216) من حديث جابر، والبخاري (7229)، مسلم (130/ 1211) من حديث عائشة.
(¬2) البخاري (6855، 7238)، مسلم (13/ 1497) من حديث عبد الله بن شداد.
(¬3) البخاري (1965)، مسلم (1103) من حديث أبي هريرة.
(¬4) البخاري قبل حديث (5285).
(¬5) البخاري (1663) وفيه: " وَعَجِّلِ الوُقُوفَ "، وهو هكذا وقع لأبي الوقت والحموي كما في اليونينية 2/ 162، ولغيرهما: " إِنْ كُنْتَ".
(¬6) "الموطأ" 2/ 526، البخاري (5029)، مسلم (1425) من حديث سهل بن سعد.
(¬7) مسلم (2664) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 461