كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

لأن القدر إذا ظهر بما يكره العبد قال: لو فعلت كذا لم يكن هذا، وقد مر في علم الله أنه لا يفعل إلاَّ الذي فعل، ولا يكون إلاَّ الذي كان.
وترجم البخاري: " مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوْ " (¬1) فأدخل الألف والسلام على " لَوْ " وهي حرف، وهو غير جائز في العربية. قلت: أقامها مقام اسم لمعنًى (¬2) قد علم، كالندم والتمني، وقد جاءت " لَوْ " في الشعر مثقلة:
......... إِنَّ لَوًّا عَنَاءُ (¬3)
وأما (لَوْلَا) فإنها لامتناع الشيء لوجود غيره كقوله: " لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ " (¬4) وبمعنى: هلا، كقوله: " {فَلَوْلَا نَفَرَ} [التوبة: 122] "، وقوله لمعاذ: " فَلَوْلَا صَلَّيْتَ بِسَبِّحْ" (¬5)، و" لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ " (¬6)، وقد تكون " لَا " (¬7) هنا زائدة، وذلك إذا لم تحتج إلى جواب.
وقد تأتي لوجوب الشيء لوجوب (¬8) غيره كقوله (¬9): " لَوْلَا أَنْ أَشُقّ عَلَى
¬__________
(¬1) البخاري قبل حديث (7238).
(¬2) في (س): (لمعين).
(¬3) عجز بيت ذكره غير واحد، وعزاه بعضهم لأبي زبيد الطائي، والبيت بتمامه:
لَيْتَ شِعْرِي وَأَيْنَ منِّيَ لَيْتٌ ... إنّ لَيتًا وإنّ لَوًّا عَناءُ
انظر: "العين" 1/ 50، 3/ 352، "سر صناعة الإعراب" 2/ 786.
(¬4) البخاري (4330، 7245)، مسلم (1061) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم، والبخاري (3779) من حديث أبي هريرة.
(¬5) البخاري (705) من حديث جابر بن عبد الله.
(¬6) البخاري (4195)، مسلم (1802) من حديث سلمة بن الأكوع.
(¬7) ساقطة من (د).
(¬8) في (س): (لوجود)
(¬9) ساقطة من (س).

الصفحة 462