كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: " وَإِنْ لَوَّى ذَنبَهُ" (¬1) بشد الواو، كناية عن الجبن والميل إلى الدعة كالكلب (¬2)، وقال أبو عبيد: أراد أنه لم يبرز لاكتساب المجد وطلب الحمد، ولكنه زاغ وتنحَّى (¬3). وكذلك: " لَوَّى ثَوْبَهُ في عُنُقِه "، ويقال بالتخفيف (¬4)، وقد قرئ: (لَوَوْا رُؤوسَهُمْ) (¬5).

الاختلاف
قول البخاري: " مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوْ " (¬6) بسكون الواو، يريد من قول: لو كان كذا لكان كذا، أو لم يكن كذا، وقد تقدم الكلام فيه.
قوله: " لَوْمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ " كذا للكافة عن مسلم (¬7)، ورواه بعضهم " لَوْلَا " (¬8) وهو أعرف في الكلام، وقد جاءت مَا (¬9) بمعنى (لَا).
قوله: "يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ لَيِّنًا" (¬10)، ويروى " لَيْنًا" وهما لغتان،
¬__________
(¬1) البخاري (4665) عن ابن عباس.
(¬2) في (س): (كالطلب)، وفي (أ): (كالقلب) وبعدها (إذا)، والمثبت من (د، ظ).
(¬3) "غريب الحديث " 2/ 296.
(¬4) البخاري (4815) من حديث عبد الله بن عمرو.
(¬5) المنافقون: [5]، وهكذا هي بالتخفيف قراءة نافع والمفضل عن عاصم، وللباقين بالتشديد. انظر: "الحجة للقراء السبعة" 6/ 292 - 293.
(¬6) البخاري قبل حديث (7238).
(¬7) مسلم (2681) من حديث خباب بن الأرت.
(¬8) وكذا هو عند البخاري (5672، 6349، 6430، 7234).
(¬9) من (أ).
(¬10). مسلم (1064/ 145) من حديث أبي سعيد الخدري.

الصفحة 465