كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قلت: وعندي أن له وجهًا، وهو خطأ الكاتب في الهجاء، أثبت الألف بعد اللام ألف، كما قد (¬1) فعل في كثير من المصحف: (ولا أوضعوا) (¬2)، و (لا أذبحنه) (¬3).
وقوله في باب فضل الشهادة: "يَسُرُّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَا أَنَّ لَهَا الدُّنْيَا بِمِا فِيهَا " (¬4)، وجه الكلام إسقاط: " لَا ".
قلت: وعندي أن لها وجهًا، هو أن يكون المعنى: ولا يسرها أن لها الدنيا مع الرجوع.
في الجنائز قول عائشة: " لَا بِي شَيءٌ " كذا للصدفي، و" لَا " هاهنا بمعنا (ما)، وقد روي: "وَلَا شَيء" (¬5).
قوله: " لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ " (¬6)، " لَا " نفي، وزعم بعضهم أنها نهي، وهذا ضعيف.
¬__________
(¬1) من (أ).
(¬2) يشير المصنف إلا أن هذا كتب في قوله تعالى: {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} [التوبة: 47] في الخط القديم للمصحف.
(¬3) يشير إلى أن هذا كتب في قوله تعالى: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} [النمل: 21]. قال الزمخشري في "الكشاف"2/ 304: كانت الفتحة تكتب ألفًا قبل الخط العربي، والخط العربي اخترع قريبًا من نزول القرآن، وقد بقي من ذلك الألف أثر في الطباع فكتبوا صورة الهمزة ألفًا وفتحتها ألفًا أخرى.
(¬4) مسلم (1877) من حديث أنس
(¬5) مسلم (974/ 103): "مَا لَكِ؟ يَا عَائِشُ! حَشْيَا رَابِيَةً؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَا شَيء".
(¬6) البخاري (2475)، مسلم (57) من حديث أبي هريرة، والبخاري (6782) من حديث ابن عباس.

الصفحة 474