كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

من أجل ما كانت العرب تغيره وتنقل أسماء المشهور، وتزيد شهرًا في كل أربعة أشهر لتتفق الأزمان.
قوله: "دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" (¬1) بالنصب على الاختصاص أو على النداء المضاف، والأول أفصح، ويصح الخفض على البدل من الكاف والميم في: "عَلَيْكُمْ"، المراد بالدار على هذين الوجهين الآخرين: الجماعة أو أهل الدار، وعلى الأول: مثله أو المنزل.
قوله: "فَيَجْعَلُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ" (¬2) أي: الدولة بالغلبة والنصر، وقد فسرناه قبل.
قوله: "يَدُوكُونَ" (¬3) أي: يخوضون، والدوكة: الاختلاط والخوض، وضبطه الأصيلي: "يُدَوّكُونَ" وعند السمرقندي: "يَذْكُرُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا" فإن صحت الرواية فهو بمعنى الأول، لكنه غير معروف.
قوله: "فَيُدَالُ عَلَيْنَا" (¬4) أي: يظهر ويغلب، والدولة: الغلبة والظهور.
قوله: "كانَ عَمَلُهُ ديمَة" (¬5) أي: دائمًا متصلاً، والديمة: المطر الدائم في سكون، والماء الدائم: الراكد الساكن لا يجري.
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 28، مسلم (249) من حديث أبي هريرة.
(¬2) مسلم (2899) عن عبد الله بن مسعود. ووقع فيه: "الدَّبْرَةَ"، وذكره المصنف آنفًا فقال: وفي غزو الروم: "فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ"، وعند العذري: "الدَّائِرَة". قلت: فهي إذًا إحدى الروايتين عند مسلم.
(¬3) البخاري (3701)، مسلم (2406) من حديث سهل بن سعد.
(¬4) البخاري (2941) من حديث أبي سفيان.
(¬5) البخاري (1987)، مسلم (781) من حديث عائشة.

الصفحة 54