كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

الخلط، دفمت أدوف، ويقال أيضًا بالذال معجمة: ذفت أذيف، وبالمعجمة قيدناه في حديث وقد عبد القيس عن أبي بحر وأبي علي الصدفي (¬1)، إلاَّ أنه كان عند الصدفي: "وَتُذِيفُونَ" بضم التاء والمشهور بفتحها، وبالدال المهملة قيدناه عن الخشني عن الطبري في حديث أم سليم، وفي بعض روايات مسلم: "أُذَكِّي بِهِ طِيبِي" أي: أقوي به رائحته.
قوله: "في أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ" (¬2)، وفي رواية: "دَاوِيَّةٍ (¬3) " وكلاهما صحيح، وهي القفر الخلاء من الأرض منسوبة إلى الدو وهو القفر.
وقال أبو عبيد: أرض دوية، بتخفيف الواو: ذات أدواء، وقع في باب التوبة من البخاري في هذا الحرف تصحيف قبيح (¬4).
قوله: "يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتهِ" (¬5) بفتح الدال، وجاء عندنا في البخاري بضم الدال، والأول أصوب، وهو شدة الصوت وبعده في الهواء.
قوله في حديث الجونية: "وَمَعَهَا دَايَتُهَا" (¬6) وهي المربية لها والقائمة بأمرها كالحاضنة.
¬__________
(¬1) مسلم (18/ 27).
(¬2) مسلم (2744) من حديث ابن مسعود.
(¬3) البخاري (6308)، والتصحيف المشار إليه، ما قاله في صدر حرف الباء: وفي باب التوبة: "نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ" هكذا لجميعِ رواة البخاري، وهو تصحيف، سقطت الدال بين اللام ألف والواو، وإنما كان: "نزَلَ مَنْزِلًا دَوِبَّة مَهْلَكَة" أي: أرضًا صفتها هذِه، وكذا في كتاب مسلم: "بِأَرْضٍ دوِبَّةٍ مَهْلَكَةٍ". ثم قال في موضع آخر لاحق: صوابه ما في كتاب مسلم بسند البخاري بعينه: "مِنْ رَجُلٍ بِأَرْضٍ دوِبَّةٍ مَهْلَكَة" أي: قفر تهلك سالكها، فتصحف بسقوط الدال بين الواو والام ألف، وبمثل هذا جاءت الآثار وتكررت.
(¬4) في جميع النسخ: (دوية)، والمثبت من "المشارق" 1/ 264.
(¬5) "الموطأ" 1/ 175، البخاري (46)، مسلم (11) من حديث طلحة بن عبيد الله.
(¬6) البخاري (5255) من حديث أبي أسيد.

الصفحة 56